منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر2023 ، شهدت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق في الاعتداءات الإسرائيلية، حيث استولت السلطات الإسرائيلية على ما يزيد عن 52 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، وفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان. وصرح رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، بأن هذه المصادرات تعد الأكبر منذ عقود، في سياق حملة ممنهجة تستهدف التوسع الاستيطاني وتهجير الفلسطينيين
إلى جانب الاستيلاء على الأراضي، استمر الجيش الإسرائيلي في عمليات الهدم والتهجير القسري، خاصة في التجمعات البدوية، وشهدت الضفة الغربية تصعيدا في إقامة الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، مما أدى إلى تقويض حركة الفلسطينيين بشكل كبير. وبحسب الهيئة، هدمت القوات الإسرائيلية قرابة 500 منزل ومنشأة منذ بداية الحرب، مما فاقم من معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة
في القدس، أفادت محافظة القدس بأن 62697 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ بداية الحرب على غزة، حيث « أدوا صلوات تلمودية ورقصات استفزازية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية ». وفي السياق نفسه، شهدت المدينة مقتل 80 فلسطينيا، وإصابة 279 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي، واعتقال 1971 فلسطينيا. كما تم هدم 389 منزلا ومنشأة تجارية وزراعية خلال هذه الفترة، ما يعكس حجم التصعيد الإسرائيلي في المدينة المقدسة
وتأتي هذه التطورات في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية بالتوازي مع حربه في قطاع غزة، وتصعيد المستوطنين لاعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل 785 فلسطينيًا وإصابة نحو 6450 آخرين منذ بداية الحرب
ويرى مراقبون أن ما يجري في الضفة الغربية والقدس يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض واقع جديدة على الأرض، يعزز السيطرة الإسرائيلية ويقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. هذه الاعتداءات، التي تتزامن مع الحرب على غزة، تزيد من تعقيد المشهد وتفاقم معاناة الفلسطينيين، وسط صمت دولي مستمر