قرّرت المحكمة العليا في موريتانيا نقض الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بإعدام الكاتب محمد الشيخ ولد امخيطير، وأحالت القضية من جديد إلى محكمة الاسئتناف، بشرط تشكيلها من جديد، فيما احتج المئات من الموريتانيين الدواعش في عدة مدن للضغط على القضاء بغرض إعدام الكاتب، متهمين إياه بالإساءة إلى الرسول محمد
وبرّرت الغرفة الجزائية بالمحكمة العليا الموريتانية قرارها بكون محكمة الاسئتناف في حكمها الأول أخلت ببعض الأمور، ممّا يعني إرجاء القضية من جديد، وأصدرت محكمة الاسئتناف حكمها بالإعدام على ولد امخيطير، مؤكدة بذلك الحكم الابتدائي عليه، غير أنها حولت التهمة من « الزندقة » إلى « الردة » بعد اعتقاله بسبب نشر مقال تحدث فيه عن وقائع تعود إلى عهد رسول الإسلام
وشهدت العاصمة نواكشوط احتجاجات واسعة بالتزامن مع المحاكمة، كما امتدت الاحتجاجات إلى نواذيبو، آلاك، والعيون بالحوض الغربي، وروصو، وسار المحتجون في مظاهرات واسعة، وحملوا شعارات تطالب بتأكيد حكم الإعدام والسرعة في تنفيذه، كما طالبوا السلطات بعدم التسامح مع من أسموهم بالملحدين، رافضين التوبة التي أعلن عنها الكاتب
في هذه اللحظة، على الصورة، مشهد دواعش موريتانيا يتجمعون بكثافة حول مقر المحكمة العليا حيث تجري في هذه الأثناء أطوار محاكمة المدون الموريتاني ولد امخيطير، وللمطالبة بعدم التراجع عن حكم الإعدام الذي طالبت به النيابة العامة.. وكل ذلك بتهمة الإساءة للرسول كما يزعمون، بصدد مقال ميّز فيه منذ البداية بين الدين والتديّن قبل أن ينتقد التديّن التاريخي.. لكن المعضلة أن المتعصبين لا يقرؤون لكنهم يصدقون فقط ما يسمعون.. لك الله يا صديقي ولد امخيطير.. لك الله. ورحم الله الأستاذ جورج طرابيشي الذي كان ينذرنا مرارا بأننا عائدون إلى عصور وسطى جديدة