ما لا ينكره احد هو ان التأخير في انجاز المؤتمر الانتخابي لنداء تونس كان سببا رئيسيا في اضعاف الحزب رغم انتصاراته الانتخابية الوطنية. و رغم انه كان بامكان الحزب ان يكون اقوى وهو في نسخة ادارة الحكم لولا ازمة الديمقراطية التي فجرته من الداخل
كنت عضوا في لجنة اعداد اللائحة السياسية لمؤتمر سوسة التي كانت مجهودا فكريا دون نتائج تذكر . وكنت عبرت ليوسف الشاهد بوصفه رئيسا للجنة 13 عن امتعاضي لطريقة سير المؤتمر
اما مخرجاته فكانت موضوع نقاش وخلاف بيني وحافظ قايد السبسي اثر الانتهاء من اشغاله لادراكي ان حافظ هو من كان يتحكم بلعبة المؤتمر … اما البقية واغلبهم ممن يعارضونه الان فلم يكونوا الا جنودا لدى القائد الاعلى لا غير
في نهاية الجدال ونحن نحزم حقائب مغادرة مقر المؤتمر عرض علي حافظ قايد السبسي بان نلتقي في تونس مباشرة بعد المؤتمر
فعلا بعد يومين من المؤتمر هاتفت حافظ قايد السبسي وعرضت عليه امرا لم يكن ينتظره ولا كان على باله، بل ربما كان ينتظر كلمة هاني جاي… طلبت منه بان يعقد ندوة صحفية يستدعي فيها كل وسائل الاعلام ويترك امر اعدادها كالعادة لخالد شوكات ويصرح خلالها انه يعتذر عن اي دور قيادي توافقي في الحزب قطعا لدابر مقولات التوريث وان حافظ يستغل موقع ابيه في الحزب وفي الدولة الخ… ولكن بشرط الاسراع بالمؤتمر الانتخابي وعنده وليس قبله يترشح مثل بقية المترشحين… واضفت قائلا له «عندها تكون قد عززت رصيدك القيادي في الحزب وان ما كان لديك من رصيد في مؤتمر سوسة سيكون مضاعفا في المؤتمر الانتخابي…» ولان حافظ غير كثير الكلام اكتفى بالقول «توا نشوف». وفي الاثناء طلبت من خالد شوكات حثه على ذلك فتحمس للفكرة ووعد بحث صاحبه عليها
ومنذ ذلك التاريخ لا احد منا الثلاثة اتصل بالآخر
اكتب هذا للتاريخ
لان تجربة نداء تونس تستحق ان تؤرخ
صياح أوريمي
العنوان : قسم التحرير