على إثر صدور أحكام قضائية قاسية بحق عدد كبير من المعارضين السياسيين وتواصل التتبعات القضائية ضد كل صوت معارض وآخرها اعتقال القاضي أحمد صواب، ومتابعتنا المستمرة لما تشهده بلادنا من تدهور خطير في أوضاع الحقوق والحريات، نحن الطلبة والطالبات التونسيون بالخارج نؤكّد على ما يلي
أولا: نعرب عن عميق أسفنا لما آلت إليه بلادنا من تراجع في مجال الحقوق والحريات، بعد أن كانت، عندما غادرناها، نموذجا يحتذى به في الديمقراطية وحقوق الانسان، ومهدا لثورات التحرر في العالم العربي وإن كنا نأخذ مسافة نقدية من الأخطاء المرتكبة في مرحلة ما بعد الثورة، إلا أننا نرفض المساس بالمكاسب الأساسية التي تحققت. وإننا باعتبارنا ممثلين للبلاد في الخارج، لا يمكن أن نصمت أمام هذه الانحرافات الخطيرة، ولا أن نقبل أن يرتبط اسم تونس بالقمع وانتهاك الحريات، لما لذلك من إساءة بالغة لسمعة الدولة ولرصيدها التاريخي لدى شركائها الدوليين
ثانيا: نؤكد رفضنا لكل حملات التخوين والشيطنة التي يشنّها البعض ضد كل من يعبّر عن رأيه المعارض للسلطة القائمة في انتهاك صارخ لحق الاختلاف وضمانات التعددية السياسية والفكرية. ونعتبر أن حالة الاحتقان هذه لا يمكن سوى أن تعمّق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، وأن تنفّر الشباب التونسي من العودة إلى خدمة بلاده في ظل غياب حدّ أدنى من مناخ الحريات الذي يضمن كرامتهم عند العودة
ثالثا: نندد بشدة بالأحكام القضائية الجائرة والاعتقالات التعسفية التي طالت قضاةً وصحافيين ومدونين وسياسيين وناشطين مدنيين ورجال أعمال، ونؤكد أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا لمبادئ المحاكمة العادلة وتقويضا لاستقلال القضاء، بما يتعارض مع التزامات تونس الدولية ودستورها. كما نعلن تضامننا مع جميع المعتقلين دون تمييز في الانتماءات أو التوجهات السياسية وندعو السلطة إلى إيقاف سياسة الاعتقالات التعسفية واطلاق سراحهم فورا
رابعا: نثمّن شجاعة زملائنا في كل من كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، كلية الحقوق والعلوم السياسية بالمنار، كلية الحقوق بصفاقس ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار من خلال إصدارهم بيانات عبّرت بصدق عن وعي الشباب التونسي وتمسكه بمبادئ الحرية والعدالة ودولة القانون ونضم صوتنا إلى أصوات الشباب في الداخل
خامسا: ندعو كافة الطلبة والهياكل الشبابية والمجموعات الرياضية إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية ونزع حاجز الخوف من خلال التعبير السلمي عن موقفهم الرافض لمسار الانغلاق والانحراف عن المبادئ التي قامت عليها ثورتنا
إننا، إذ نرفع هذا البيان، نؤكّد أن الشباب الذي فتح عينيه على الثورة وعلى مناخ الحرية، لن يقبل أبدا المسّ، ولو بالقليل، من تلك المكاسب
ونشدد على أن البناء والتشييد لا يمكن أن يقوم على القمع، بل على سيادة القانون، والتعددية، واحترام كرامة الإنسان
عن الطلبة والطالبات التونسيين بالخارج
الإمضاءات
أكثر من مائة إمضاء