في دلالات « الجائحة » وضرورة تشذيب خطاب الرئاسة
استعمل رئيسنا المنتخب البارحة في خطابه لفظ « جائحة » وصفا لوباء الكورونا و العبارة يبدو أنها لا تصحّ لغويا لأنّ الجائحة في العربية لا تقال عن الأوبئة بقدر ما تستخدم في التعبير عن الجدب والمجاعات. فالجائحة تجتاح الأرض وتأتي على الحرث بينما الوباء ينتشروينتقل بالعدوى. فيقال : »سنة جائحة أي « جَدْبة، غبراء، قاحلة » و »الجائحة مصيبة تصيب الرجل في ماله فيذهب معظمه أو كله » و »الجَوْحُ: الاستئصال، من الاجْتِياح: »جاحَتهم السَّنة جَوحاً وجِياحة وأَجاحَتهم واجتاحَتْهم: استأْصلت أَموالهم، وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحة، وهي سَنَة جائحة: جَدْبة؛ وجُحْتُ الشيءَ أَجُوحه
إذن تبدو عبارة الجائحة في خطاب رئيس الجمهورية ترجمة محرفة وتسمية نافرة مجانبة للسياق الذي نحن فيه محليا وكونيا، إضافة إلى ما فيها من غلوّ ومبالغة قد تشيع الإحساس بالهول في نفوس المتلقين وتصيبهم بالهلع والخوف لأنها تحمل معنى الهلاك في وقت نحتاج فيه إلى الطمأنة وإلى نقل الحقيقة كما هي دون زيادة ونقصان.أقول قولي هذا وأدعو رئيسنا إلى الاكتفاء بثقافته الدستورية الواسعة وعدم المبالغة في الدخول في مسائل لغوية قد تثير الخلط والاشتباه وتنتقل عدوى أغلاطها إلى تلاميذنا وطلبتنا بمفعول التقليد والمحاكاة
سلوى العباسي بن علي
********
Coronavirus bil3arbi = جائحة
Durée inconnue bil3arbi = أيام معدوداتٌ
Jalel Ben Abdallah