خطاب المتناقضات : بين الإنكار والاستغاثة

لقاء الرئيس برئيسة الحكومة فضح ارتباك السلطة وتسليمها بالعجز

1- فمن جهة يتهم معارضيه بنشر المغالطات حول حقيقة الوضع الاجتماعي والاقتصادي
: كمن لا يفرق بين الاستقرار السياسي والاستقرار الحكومي أو يعتمد أرقاما كاذبة تصنع في الخارج

(قيس سعيد في لقائه برئيسة الحكومة)

أخطر من الفقر أن تنكر وجوده، وأخطر من البطالة أن تزيف أرقامها، وأخطر من اليأس أن تغفل عنه، وأخطر من الألم أن تصم الآذان عن سماع صرخاته

زمن العبث والشعبوية المريضة الكل يتآمر…حتى الفقر والبؤس والشقاء والمعاناة وصرخات جبنيانة والعامرة والانتحار وقوارب الموت وإفلاس المؤسسات وارتداد الخدمات العامة وانقطاع الماء والتيار الكهربائي وانهيار منظومات التربية والصحة والنقل…ورؤساء حكومة ووزراء كانوا بالأمس من المقربين قبل أن يتم إلحاقهم بصفوف المتآمرين …فالوزير « موظف » قبل أن يصبح متآمرا…والكل في تونس متآمر

كل تونسي يعاني فهو متآمر ويواجه عقوبتين: عقوبة الفقر وعقوبة التآمر…عقوبة البطالة وعقوبة التآمر…عقوبة الإفلاس وعقوبة التآمر

الشعبوية لم تكن يوما معبرة عن مشاغل الشعب وهمومه، الشعبوية هي الاستحواذ على السلطة باسم الشعب، وهي احتكار الكلمة باسم الشعب، وهي فرض الوصاية على الشعب باسم الشعب

الشعبوية هي في حقيقة الأمر تغيير الشعب بالشعبوية

ولكن حياة الشعبوية قصيرة مثل حبل الكذب…عندما يتفطن الشعب للخديعة وقد تفطن، عندها ستذهب الشعبوية وسيعود الشعب حتما

2- ومن جهة أخرى يدعو الرئيس معارضيه لتقديم الحلول بعد أن تسبب في الانهيار الشامل
« الذين يُشيعون خطاب الأزمة هدفهم هو التشكيك والإرباك، فأحرى بهم أن يقترحوا حلولا لا أن ينشروا وهم يائسون بائسون خطاب الإحباط واليأس. » ( من بيان رئاسة الجمهورية)

بعد ان خرب البلاد وهدم المؤسسات، بعد أن ملأ السجون بالأصوات الحرة، بعد أن اغتال الديمقراطية وزيف الانتخابات واستحوذ على كل السلطات، بعد أن خرب الاقتصاد وفقر الشعب، بعد أن باع سيادة البلاد وأمضى الاتفاقيات…الآن وقد ضاقت به السبل واستنفد كل الخدع، يطلب منا الحلول… وبث خطاب الأمل والطمأنينة…الآن يطلب منا المشورة

لم ننقطع يوما عن بث الأمل والدعوة إلى إنقاذ البلاد وإصلاحها وأشرنا أكثر من مرة إلى أن أول الخطوات في سبيل ذلك هو التخلص من المصدر الأول والسبب الرئيس للعجز والفشل واليأس والإحباط: الشعبوية المريضة

تونس الأمل هي حتما تونس بلا شعبوية
اليوم إنقاذ وغدا إصلاح

المنذر الزنايدي