قرر عبد الحميد الجلاصي « المِبْحاحْ » ، القيادي بحركة النهضة الإخوانية ، الاستقالة من الحركة حيث أفادت منية ابراهيم، النائبة السابقة عن الحركة وزوجة الجلاصي، في تصريح لـوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) مساء الأربعاء 4 مارس، بأنه أعلم الحركة بنيته الاستقالة من كافة مؤسساتها على أن يتقدم يوم الخميس باستقالته بصفة رسمية
ولم توضح منية ابراهيم أسباب استقالة عضو مجلس شورى النهضة الإخوانية عبد الحميد الجلاصي، الذي لم يتسن لـ(وات)الاتصال به، مشيرة إلى أن نص الاستقالة سيتضمن الأسباب الوافية لهذا القرار، وفق تعبيرها
وقد سبق لعبد الحميد الجلاصي أن استقال في 28 جانفي 2015 من مهامه كنائب رئيس الحركة
والجلاصي هو من القياديين البارزين في حركة النهضة الذين وجهوا انتقادات حادة وعلنية في وسائل الإعلام لطريقة تسيير الحركة، إذ أكد في أحد تصريحاته الاعلامية (لقناة الحوار التونسي) أن : النهضة لديها أربع سنوات وهي في مخاض داخلي حقيقي سيؤثر على مستقبلها
وأكد على ضرورة إيجاد حلول داخل الحركة قبل عقد مؤتمرها المقبل في الفترة القريبة القادمة، معبرا عن : تخوفه من أن تلقى النهضة مصير نداء تونس الذي عرف انقسامات حادة أدت إلى انشقاقه الى عدة أحزاب وخسارته الانتخابات التشريعية الماضية
ويذكر أن حركة النهضة الإخوانية شهدت عديد الاستقالات عقب وصولها إلى الحكم بعد (2011)، من أبرزها استقالة أمينها العام حمادي الجبالي في 5 مارس 2014 من كافة هياكلها، وكذلك القيادي رياض الشعيبي (في نوفمبر 2013) واستقالة رئيس مكتب رئيس الحركة زبير الشهودي (في سبتمبر 2019) من كافة مؤسسات الحركة، تلتها استقالات أخرى كان آخرها لأمينها العام زياد العذاري في 26 نوفمبر 2019 من المناصب القيادية، ثم استقالة كل من هشام العريض وزياد بومخلة يوم 14 جانفي الماضي من الحركة
وقد كتب أخيرا عبدالحميد « المبحاح » التدوينة أسفله على حسابه بالفايسبوك
.يجب أن يسأل الساسة أنفسهم تلك الأسئلة الموجعة لاستخلاص الدروس التي تمنع من تكرر الأخطاء، يبدو ألا شيء تغير و أن الانتخابات كانت قوسا أغلق و أن الجميع عاد إلى انتهاج نفس المنهجية التي ثار عليها الصندوق
لقد تمت إدارة مرحلة البناء المؤسساتي ما بعد الانتخابات بنفس عقلية المناورات و الحسابات التكتيكية الصغيرة وبنفس منهج التذاكي و المخاتلة،كما خضعت التسميات إلى محاولات تدخل دوائر تأثير متعددة ولم تخرج الأحزاب عن عادتها في اعتماد الترضيات والتوازنات الداخلية غالبا على حساب الكفاءة
الرسائل تترى منذ سنوات للمشهد الحزبي أن يضبط ساعته على عقارب الثورة والديموقراطية، ولا يبدو أنها وصلت، تونس أمام فرصة و الخشية أن تصبح الأحزاب عبئا عليها
من مثالنا الاخير في منتدى الشرق .3مارس 2020