الطيب البكوش يُوضّح المغالطات الإعلامية المروجّة ضدّه

تكثفت في الفترة الأخيرة حملات إعلامية مغرضة تستهدفني كأمين عام لاتحاد المغرب العربي تروّ ج أساسا لإنهاء مهمتي على رأس هذه المؤسسة المغاربية العريقة قصد إرباك taieb baccoucheالجهود المبذولة من أجل تنشيطها وتطويرها
وهذه الحملة امتداد لحملة صاحبت الترشيح في بدايات السنة الماضية بالتشكيك في قبولي منصب أمين عام لاتحاد المغرب العربي أو بالتلميح إلى إمكانية تراجع رئيس الجمهورية التونسية عن هذا الترشيح
واللافت للانتباه أن مصدر هذه الحملات واحد وهو جريدة الكترونية تبث من فرنسا وتديرها أوساط تخدم مصالح جهات لها أجندات منحازة، وتنقل عنها صحف ومجلات إلكترونية وورقية تونسية عديدة دون تثبٌت من مدى صحة ما تروّجه من أخبار زائفة هدفها أساسا إثارة البلبلة وإرباك خيارات الدولة التونسية ومسار حكومتها وبثّ الفتنة بين مسؤوليها.
ومهما يكن من أمر فإن مثل هذه الأراجيف تمس من هيبة الدولة التونسية وسمعة رجالاتها ومصداقيتها مع أشقائها المغاربيين، خاصة وأن هذه الاستهانة بالدولة التونسية قد بلغت حدّا نسبت فيه إحدى الصحف جازمة أن الرئيس التونسي قد اتخذ قرارا بتغيير الأمين العام لاتحاد المغرب العربي
أما عن المغالطات الإعلامية فيتمثل أهمها فيما يلي
-عدم استقبال جلالة ملك المغرب لي كأمين عام لاتحاد المغرب العربي رغم مرور فترة تراوحت حسب رواية هذه الصحف بين أكثر من سنة وتسعة أشهر بينما المصادقة على الترشيح من الدول الأعضاء الخمسة تمت يوم 5 ماي 2016 والمباشرة الرسمية تمت يوم غرة أوت 2016.
وقد توصلت في يوم المصادقة ذاته أي 5 ماي 2016 برسالة تهنئة شخصية من جلالة الملك محمد السادس تضمّنت عبارات التقدير والترحيب والتشجيع والثقة نشرتها في ذات اليوم وكالة المغرب العربي للأنباء ثم تسلمت الرسالة الأصلية عن طريق القنوات الرسمية. هذا فضلا عما أتلقاه بانتظام من رسائل الشكر ردا على تهانيّ له في المناسبات الرسمية التي أدعى إليها بانتظام لتهنئته بصفة مباشرة. وهو ما يفند الادعاءات المغرضة الصادرة أصلا عن الصحيفة المذكورة والتي تناقلتها بأشكال مختلفة بعض الصحف التونسية بالخصوص.
هذا مع العلم أنني لم أطلب مقابلة جلالة الملك محمد السادس خلال الأشهر الستة الأولى من مباشرتي لمهامي للأسباب التالية
فالشهر الأول هو شهر أوت 2016، وهو شهر العطل الصيفية، تلاه في المغرب في شهر سبتمبر تنظيم التظاهرة الدولية الكبرى الدورة الثانية والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ « كوب 2 » في مراكش والتي دعيت إليها من طرف الحكومة المغربية. ثم انطلقت مباشرة بعد ذلك الحملات الانتخابية التشريعية . ومنذ انتخابات 7 أكتوبر إلى اليوم لم تتشكل الحكومة المغربية الجديدة. والاهم من ذلك أن جلالة الملك محمد السادس قد قضّى من فترة أكتوبر إلى اليوم أكثر من 100 يوم في بلدان افريقية عدة تجاوزت الخمسة وعشرين بلدا. وقد كانت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي من أهم أولوياته
هذا فضلا عن حجم الحركة الدبلوماسية المغربية التي سلم فيها جلالته ما يزيد على 65 وثيقة اعتماد للسفراء المغاربة الجدد، وهم من الإطارات السامية للدولة، ومازالت مناصب الكثيرين منهم شاغرة في انتظار تشكيل الحكومة. لهذه الأسباب وتقديرا لنشاط جلالة الملك المكثف وأولوياته لم أشأ أن أطلب مقابلته منتظرا الوقت المناسب بعد انتهاء القمة الإفريقية وعودة جلالة الملك إلى بلاده. والواقع أني حظيت بمقابلته اثر دعوته لي في مناسبات رسمية عدة
أما ما نسب للإخوة الجزائريين من استياء لأنني حسب بعض هذه الصحف قد صوّتُ ضد الجزائر سنة 1986 كأمين عام للاتحاد العام التونسي للشغل فهو ينِمّ إما عن جهل أو عن سوء نيٌة لأنني لم أكن في هذا التاريخ أمينا عاما ولا علم لي بمثل هذا التصويت الوهمي
وقد كان من واجب هذه الصحف ومن باب أخلاقيات المهنة ان تعي ذلك وأن تتثبت من معلوماتها قبل نشر الترهات حتى لا تقع في الابتذال والتشويه المجاني من مثل الادعاء باطلا من أني التقيت بوزير سابق في مطعم لاستشارته في عودتي إلى تونس والالتحاق بحركة سياسية ناشئة. في حين أن جميع زياراتي لتونس قد كانت في إطار رسمي يتعلق بنشاط مغاربي
أما عن السيدين « دونالد تاسك » رئيس المجلس الأوروبي و » كلود يونكر » رئيس المفوضية الأوروبية ، فإني لم اطلب مقابلة أي منهما وإنما بعثت إلى الأول برسالة بمناسبة انعقاد القمة الأوروبية بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا حول الهجرة في المتوسط نشرتها بعض وسائل الإعلام، للفت نظر الاتحاد الأوروبي إلى ان قضية الهجرة لا تهمّهم وحدهم ولا يمكنهم حلّها بمفردهم واقترحت فيها تكوين لجنة خاصة مشتركة أوروبية مغاربية لمناقشة هذه القضية المعقدة. وقد كان لهذه الرسالة أثر واضح تمثل في دعوتي بصفتي أمينا عاما لاتحاد المغرب العربي من قبل الحكومة الفرنسية في قمة خمسة زائد خمسة المنعقدة يوم 28 أكتوبر 2016 بمدينة مرسيليا
أما ما ورد في خطاب جلالة الملك أمام القمة 28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا من ذكر لأزمة اتحاد المغرب العربي و تعثّر مساره منذ تأسيسه ومحاولة البعض تأويله سلبا فمن المؤسف أن جلّ وسائل إعلامنا التونسية لم تر منه إلا الجانب السلبي ولم تتبين مقاصده البعيدة المتمثّلة بالخصوص في تحفيز جميع الأطراف المعنيّة لتجاوز العوائق والسّعي بجّد إلى تحقيق حلم الأجيال التي ناضلت من أجل أهدافه النبيلة في التكامل والاندماج

الطيب البكوش
الأمين العام لاتحاد المغرب العربي

بيان توضيحي