الصين وروسيا يؤكدان أن لا تنازلات للإرهابيين و لا حل في سوريا إلا بسحق قوى الإرهاب

أكد نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، أن سحق قوى الإرهاب شرط ضروري لإنهاء الصراع في سوريا، داعيا المجتمع الدولي للعمل المشترك لجلب الإرهابيين إلى العدالة

وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي أمس الخميس، أشار وو إن، إلى أن مشكلة المقاتلين الأجانب تمثل خطرا خاصا، وأصبحت عقبة كبرى أمام استعادة السلام والاستقرار في سوريا

وقال : الملاذ الآمن الذي أنشأته قوى الإرهاب في سوريا تتعين إزالته طبقا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي

وأشار المبعوث الصيني إلى أن بكين تحث الأطراف المعنية على إيجاد تسوية شاملة وطويلة الأجل للأزمة في إدلب، عبر الحوار والتفاوض

وعلى الصعيد الإنساني، أكد وو، أن الحكومة السورية هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في تحسين الأوضاع الإنسانية على أراضيها

ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والهيئات الإنسانية الأخرى لتعزيز التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الحياد وعدم الانحياز والاستقلال في الشؤون الإنسانية، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها بشكل كامل

وأكد وو على أن آلية الإغاثة الإنسانية عبر الحدود تعتبر أسلوب إغاثة خاصا تم اعتماده تحت ظروف خاصة، وينبغي تعديله في ضوء التطورات الجارية على الأرض

وأشار إلى أن الحكومة السورية وافقت على استخدام منظمة الصحة العالمية معابر ومطارات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لنقل الإمدادات، وسمحت باستخدام طرق لنقل المساعدات الطبية، مضيفا أنه ينبغي على المكتب الاستجابة بشكل إيجابي للمقترح السوري

موسكو : لا تنازلات للإرهابيين في سوريا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه لا حلول وسط مع الأرهابيين في سوريا، مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاقات المبرمة بشأن إدلب

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره من لوكسمبورغ جان أسيلبورن في العاصمة الروسية اليوم، إن موسكو تبقى ملتزمة بما اتفق عليه رئيسا روسيا وتركيا بشأن إدلب، بما في ذلك فصل المعارضة عن الإرهابيين، وأن المشكلة تكمن في ترجمة الاتفاق حول إدلب على أرض الواقع

وفيما يتعلق بسقوط ضحايا بين الجنود الأتراك في إدلب السورية جراء قصف للجيش السوري أمس الخميس، أكد لافروف أن وزارة الدفاع الروسية لم تتلق معلومات من تركيا حول وجود عسكرييها بالمنطقة المستهدفة

وأضاف أن تطبيق الاتفاقات بشأن إدلب كان يمكن أن يضمن عدم سقوط قتلى من الجيش التركي بسوريا

وعبر لافروف عن تعازي موسكو بمقتل الجنود الأتراك، وأكد استعداد الجانب الروسي لمواصلة التنسيق مع تركيا في إدلب، معتبرا أنه ليس هناك مشاكل مستعصية تواجه عملية أستانا للتسوية في سوريا

وأكد لافروف أن الاتصالات بين روسيا وتركيا مستمرة على مختلف المستويات، كاشفا أن وفدي البلدين اللذين أجريا مباحثات في أنقرة يومي الأربعاء والخميس، قد اتفقا على مواصلتها اليوم الجمعة أيضا

وردا على سؤال صحفي قال لافروف، إنه لا يعتقد أن ما يحدث في سوريا ينسحب عليه البند الخامس من ميثاق الناتو والخاص بالدفاع المشترك

وحذر لافروف الدول الغربية من مغبة تبييض وجه الإرهابيين من « هيئة تحرير الشام »، باعتبار ذلك تكرارا لأخطاء الغرب السابقة والمتمثلة في الاعتماد على جماعات إرهابية لتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا

من جانبه، تطرق أسيلبورن إلى تقارير عن توجه تركيا لفتح حدودها أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مشيرا إلى أن قرار أنقرة هذا لم يكن مفاجئا، وأضاف أن سوريا تعيش مرحلة انعطاف هامة جدا، وهذه المرة يجب أن تضطلع الأمم المتحدة وليس أوروبا، بحل مشكلة اللاجئين والنازحين السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية