وكالة فرانس برس تقول : إن المهاجرين الأفارقة يواجهون المجهول في تونس بعد تفكيك مخيماتهم

مما جاء في تقرير لوكالة فرانس برس من مدينة العامرة ، نشر اليوم ، تحت عنوان : مهاجرون أفارقة يواجهون المجهول في تونس بعد تفكيك مخيمات عشوائية

بخطى ثابتة وهراوات في أيديهم، انطلق عناصر الأمن على طول مسار متعرج بين صفين من أشجار الزيتون في مدينة العامرة بريف ولاية صفاقس في شرق تونس، فيما يفر أمامهم مهاجرون من دول جنوب الصحراء بعدما أحرقت خيامهم البدائية

يشاهد بعض المهاجرين عاجزين فيما يتصاعد الدخان من مسافة بضع مئات من الأمتار، وبجانبهم ما تيسّر لهم حمله من الأغراض الحياتية

متأبطا بطانيتين باليتين، يقول الشاب المالي باكايو عبد القادر (26 عاما) « لا أعرف ماذا أفعل »، بعدما أطلقت السلطات التونسية هذا الأسبوع عملية واسعة النطاق لتفكيك مخيمات المهاجرين العشوائية

يحمل بنجامان إينا ملعقة وكيسا من العصير المجفف، وهو ما تبقى له مما كان يسمى مخيم « الكيلومتر 25

يقول هذا النيجيري البالغ 29 عاما إنه يريد الالتحاق بشقيقه في إيطاليا، وإنه نجا من حادث غرق مركب في البحر المتوسط. لكنه بات يرغب في العودة إلى بلاده، كما يرغب في العمل في تونس لكنه « سيحاول مرة أخرى » الذهاب إلى أوروبا

وفي ظل هذه الحيرة، يقر بأن « تفكيري مشوّش

يقول كامارا حسن (25 عاما) الذي كان يدرس العلاقات الدولية في غينيا ويؤكد أنه قضى شهرين في السجن في تونس « لقد عانينا كثيرا

يقول شاب آخر قبل أن يفر مع اقتراب سيارة للحرس الوطني التونسي « أريد العودة إلى ساحل العاج، لكن (مقر) المنظمة الدولية للهجرة ممتلئ

تتحدث امرأة كاميرونية تبلغ 29 عاما، وتفضل عدم الكشف عن هويتها، عن معاناتها ويبدو عليها الإرهاق الشديد
تقول الشابة « إنه أمر فظيع »، مضيفة : يعاملوننا كما لو أننا لسنا بشرا

يؤكد المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي أن عملية تفكيك المخيمات تمت بطريقة « إنسانية »، وأن عناصر الحرس لم يستخدموا الغاز المسيل للدموع

وردا على سؤال حول مصير المهاجرين بعد تدمير مخيماتهم، يقول الضابط لوكالة فرانس برس إن عددا كبيرا منهم سيستفيد من « العودة الطوعية »، في حين « تفرّق » آخرون في البلاد

رمضان بن عمر من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يقول إنها كانت محاولة « لتفريق المهاجرين قدر الإمكان من أجل تهدئة التوترات بين السكان المحليين »

وهي استراتيجية « لن تنجح » في رأيه، مضيفا أن : المهاجرين سيتجمعون ويقومون ببناء مخيمات جديدة لأنهم لا يملكون مأوى

وعلى بعد بضعة كيلومترات من العامرة، شاهد صحافيو فرانس برس السبت مهاجرين يسيرون على طول جانب الطريق، متجهين نحو بساتين زيتون أخرى

إعداد نورالدين المباركي