كنت احبذ ان اجيبك على صفحتك ولكنك حددت من لهم الحق في التعليق ومنعت الآخرين وانا منهم رغم اني أكثرهم حقا لان النص لي ولي حق الرد بكل حرية مثلما لك الحق في اعادة النشر ومشاركة مقالات غيرك بكل حرية
كنت أود أن لا نصل إلى هذا المستوى الأخلاقي وان لا تصادر رأي غيرك وانت الذي تتبجح بالدفاع عن حرية الراي. كنت احترمك واعتبر انك تملك من المهنية ما يجعلك تترفع. لم تكن تزعجني مواقفك ابدا حتى ان كنت استغرب بعضها لاني اومن حقا بالرأي والرأي الاخر ولم اصطف ابدا وراء من يعتبرونك مرتزقا عند من يدفعون لك بالدولار
فانت في النهاية موظف ومن حقك ان تضع امكانياتك بين يدي من يقدرها اكثر من غيره بالمال
لكن اليوم وقد اعدت نشر افتتاحيتي في جريدة الصباح حول موضوع العدالة التي قلت فيها رايي بصراحة وعن اقتناع ويمكنك ان ترجع لمقالاتي في نفس الموضوع في عهد الترويكا في تونس وانا اعرف انك تدعي القرب منهم لتتاكد اني ناديت دائما بان تنسحب العدالة على الجميع وان لا يكون هناك أي تمييز أمام القانون. وان تتأكد قبل أن تشن غارتك ، وانت اعلم مني بذلك، من صلب عمل الصحفي ومن ابسط قواعد المهنة ان تتثبت قبل ان ترمي الناس باحكامك
انا ابنة هذا الشعب وانحدر من فئة لم تملك المال ولن تملكه وتكتفي بما يحفظ الكرامة لانها ببساطة لا تسمح بتوظيفها ابدا وهي كما يدل اسم عائلتي حرة و والدي رحمه الله الذي كان لا يرضخ ابدا علمني ان اكون حرة كما كان حرا دائما وانا حرة رغم أنف الحاقدين
انعمت علي ايها الصحفي القدير بنصيب من الشتم وفتحت المجال لمن ترضى عنهم من المتفاعلين الذين يتقنون لغة السب والشتم جزافا وما أسهل ذلك ليصدروا أحكامهم التي تقتر على قلتهم حقدا واعرف معدن بعضهم جيدا وعلاقتهم بمن يدفع ولم تفسح لي المجال للرد مباشرة. ويكفي هذا ليؤكد انك تؤمن فعلا بالرأي والرأي الاخر
لنفرض ايها الصحفي الكبير انني كتبت رايا مخالفا لتوجهاتك، فهل هذا يعطيك الحق في توجيه تلك النعوت التي أخجل من تكرارها احتراما لذاتي. اتحداك واتحدى مهنيتك ان تجد فيها ما هو خارج المنطق
وكي ارفع اي لبس اقول وليس خوفا لم اكتب حرفا يسيء لأي كان ومارست حقي في حرية التعبير دون إساءة على عكس ما قمت به انت تجاهي ايها الصحفي القدير
باستطاعتي ان ارد عليك بطريقتك ولا تعوزني اللغة ولا اجد صعوبة في انتقاء ما يليق بما قمت به من تهجم وسب وشتم وحكم بات وكاننا في محكمة شعبية تحكم بمجرد الشك، لكني احترم نفسي كثيرا
فقط اريد ايها الصحفي القدير انا اقرأ لك مقالا واحدا او تعليقا واحدا او تدوينة واحدة حتى ولو كان بالايحاء تتحدث فيها عن ممارسات مشغليك وان توضح لنا دورهم اللغز كي لا نقول شيئا اخر فيما يجري في الشرق الأوسط وانت تعرف طبعا عما اتحدث
حياة السايب بن عزالدين